كتب _دكتور اشرف المهندس
حديث عن ذكريات الحرب
من بعض من شارك فى المعارك الحربية وكان ذلك الحوار من مذكرات سعد الدين الشاذلى وتلك الاعمال التى ستظل فى ذاكرة التاريخ
الاشتراك فى حرب اليمن كان سبب هزيمة 67
هذا ليس السبب الوحيد.. فنحن لم نحارب فى 67، فالجنود حضروا إلى الجبهة بـ”الجلاليب”، كما أنه لم يكن لدينا أسلحة متطورة مثل الموجودة لدى إسرائيل، فكل ما كنا نملكه أسلحة روسية من الطراز القديم. **
بعد الهزيمة بدأت القوات المسلحة فى التماسك فتم تغيير القيادات، وإعادة تسليح القوات، ثم بدأنا فى التدريب، وتم التخطيط للقيام ببعض الأعمال القتالية، فكانت معركة رأس العش شمال مدينة القنطرة الأمل الذى أعاد إلى جنود القوات المسلحة الثقة بعد الهزيمة، ورأس العش نفذتها قوات الصاعقة ضد قوة مدرعة إسرائيلية كانت تحاول التقدم شمالًا للاستيلاء على مدينة بور فؤاد، ونجحت عناصر الصاعقة وقتها فى تدمير قوة العدو.
شاهدت 4 عربات مجنزرة إسرائيلية ودبابتين أمام منطقة رأس العش فى محاولة لإقامة موقع بهذه المنطقة، فقمنا بمهاجتهم وانهالنا عليهم بقذائف الآر بى جيه على دبابات ومجنزرات العدو فدمرنا عرباته المجنزرة الأربع وإحدى الدبابتين فى حين فرت الدبابة الأخرى جنوباً فخرجت من المخبأ و قمت بالجرى خلفها على الضفة الغربية أكثر من نصف الساعة، حتى جاءت طائرات العدو تقصف الموقع الذى دمر مجنزراتها قصفًا شديداً فى عملية انتقامية لم تقتصر على قصف المواقع العسكرية بل امتدت نحو المواقع المدنية فضربوا طرق المواصلات والطرق الحديدية، وشبكات المياه، وفندق بور سعيد وأزهقوا أرواح أعداد كبيرة من المدنيين، واستشهد عدد من جنود حرس الحدود فى المنطقة، وأثناء القصف أصيبت ببعض شظايا القصف، ولما كانت الاتصالات مقطوعة مع القيادة حضر إلينا النقيب نزيه لمعرفة ما حدث وحل محلى عندما دخلت مستشفى بورسعيد.
من أهم العمليات التى تمت عملية لسان التمساح الأولى فى 19/4/1969 رداً على استشهاد الفريق عبد المنعم رياض، فلقد تم تكلفينا بالقيام بعمل ثأرى قوى يكلف العدو أكبر الخسائر واختارنا نفس الموقع الذى أطلق قذائفه على الشهيد رياض وتم الاستطلاع الجيد للموقع من الضفة الغربية للقناة من فوق مبنى الإرشاد، وبعد التدريب الجيد على تنفيذ العملية وبعد آخر ضوء من يوم 19/4/1969 قادنا الرفاعى فى 6 قوارب لعبور بحيرة التمساح تحت قصف مدفعى بطول الجبهة كى لا يعلم العدو اتجاه الهجوم حتى وصلت المجموعة جنوب الموقع بحوالى 100 متر وبدأت كل مجموعة فى تنفيذ مهامها.. فبدأت مجموعتى فى إلقاء قنابل الدخان والقنابل الحارقة بالمزغل، حتى خرج العدو وتم التعامل معه بجميع أنواع الأسلحة، حتى قمنا بتدمير الموقع فى ساعتين متواصلتين تم خلالها إنزال العلم الإسرائيلى من أعلى الموقع وحرقه، ورفع العلم المصرى مكانه، والاستيلاء على بعض الأسلحة الخفيفة من داخل الموقع..وأثناء انسحاب رجال المجموعة من الموقع اكتشفت دشمة لم تكن ظاهرة من قبل فألقيت داخلها قنبلة يدوية فاتضح أنها كانت مخزناً للذخيرة بدأت الذخيرة فى الانفجار وتطايرت الشظايا فأصبتنى وتم نقلى للمستشفى وزارنى وقتها الرئيس جمال عبد الناصر، لأننا دمرنا خرافة الجندى الإسرائيلى الذى لا يقهر
واثناء وقف اطلاق النار
كنت قلق أن تنخفض معنويات الجنود مرة أخرى بعد قرار وقف إطلاق النار، وحينما قام الرئيس محمد أنور السادات بزيارتنا قلت له: “إن المعنويات ستهتز لدينا وسترتفع معنويات العدو” فضحك الرئيس السادات وقال لي: “هنستمر وهتشتغلوا إلى أن يتحقق النصر”.
و فى حرب أكتوبر دور المجموعة 39…؟
كان دورنا القيام بعمليات فى عمق العدو الغرض منها تشتيت انتباهه، وتدمير مستودعات بتروله لحرمانه مما يحتاجه من الوقود اللازم لإدارة عجلة الحرب لديه مع تلغيم طرقه ومدقاته، وتدمير مخازن ذخيرته وتعطيل احتياطياته، وعندما حدثت ثغرة الدفرسوار ذهبنا للتجمع للذهاب إلى الإسماعيلية لضرب المعبر الوحيد للعدو وتدميره، وعقب استشهاد الرفاعى تم استدعائى إلى قيادة الجيش الثانى لمقابلة اللواء عبد المنعم خليل الذى أعطانى تكليفات للمجموعة بالتوجه إلى جبل مريم لدعم رجال المظلات الذين يقاتلون العدو هناك لنكون حاجز صد بين العدو وقوات المظلات المصرية، ومنعنا العدو من دخول الإسماعيلبة فى الوقت الذى قامت فيه قوات الصاعقة فى تدمير العدو بنفيشة وأبو عطوة حتى يوم 22 أكتوبر، وبالرغم من قرار وقف إطلاق النار إلا أن العدو واصل تقدمه نحو السويس حتى يوم 24 أكتوبر وملحمة السويس إلى أن وضعت الحرب أوزارها